كيف كان يفرق بين الأشخاص منذ عقود قبل ظهور الصور الفوتوغرافية؟

فى عالم خالٍ من الكاميرات، وقواعد البيانات، قد يمثل تحديد هوية الأفراد تحديا معقدًا للغاية، قبل أن يسهم التصوير الفوتوغرافى فى تثبيت الهوية فى صورة، فقد طورت المجتمعات مجموعة من الأساليب الإبداعية لتحديد هوية شخص ما، كانت هذه المهمة صعبة بشكل مفاجئ، خاصة عندما يكون الشخص خارج مجتمعه الأصلى، من الندوب إلى الأختام إلى التوقيعات، وفى هذا التقرير نستعرض كيف كان يتم تتبع الأشخاص قبل بطاقات الهوية المزودة بالصور؟.
الأسماء

كان الاسم هو العلامة الأساسية للهوية لقرون، ولكنه لم يكن كافيًا في كثير من الأحيان، في اليونان القديمة، كان يعرف الأفراد أيضًا باسم آبائهم للتمييز بين الأشخاص الذين يحملون نفس الاسم الأول، على سبيل المثال، وتشير قطعة فخار أثينية من القرن الخامس قبل الميلاد إلى بريكليس باسم “بريكليس ابن زانثيبوس”، وفقا لما ذكره موقع هيستورى فاكت.

فى مصر القديمة، ربما كان هذا التقليد في التسمية يعكس اسم سيد لا اسم أحد الوالدين، لكن عندما يتشارك الجميع الاسم نفسه يقومون بحل هذه المشكلة، حيث لجأ المسئولون إلى استراتيجية أخرى وصف الجثة نفسها.
الندوب والحرير

غالبًا ما كانت الأوصاف الجسدية المفصلة بمثابة صورة نصية، تصف وصية مصرية من عام 242 قبل الميلاد صاحبها بدقة متناهية: “عمره 65 عامًا، متوسط القامة، مربع الجسم، ضعيف البصر، مصاب بندبة في الجانب الأيسر من الصدغ والجانب الأيمن من الفك، وأيضًا أسفل الخد وفوق الشفة العليا”، هذه العلامات جعلت الجثة “قابلة للقراءة” للتعرف عليها.

في برن، سويسرا، في القرن الخامس عشر، عندما سعت السلطات إلى إلقاء القبض على صانع نبيذ محتال، لم تكتف بذكر اسمه، بل أصدرت وصفًا له: “مارتن واليزر ضخم الجثة، يرتدي سترة حريرية”، أصبحت الملابس – التي كانت آنذاك استثمارًا هامًا ورمزيًا للغاية جزءًا من السمات المميزة للشخص، كان من الممكن أن تشير ملابس الشخص إلى مهنته، أو مكانته الاجتماعية، أو حتى مدينته الأصلية.
الشارات والشعارات

أدى الزي الرسمي والشارات وظيفة مماثلة، وخاصة للمسافرين، في أواخر القرن الخامس عشر، ارتدى السعاة الرسميون من مدن مثل بازل فى سويسرا وستراسبورج في فرنسا زيًا رسميًا بألوان المدينة وحملوا شارات مرئية.

كما طلب من الحجاج والمتسولين في أواخر العصور الوسطى وما بعدها ارتداء أشياء محددة مثل الشارات المعدنية أو الرموز التي تميز مكانتهم وأصلهم، أتاحت بعض الشارات لحامليها التسول قانونيًا أو شراء الخبز المدعوم، مما وفر لهم مساعدة عملية وإثباتًا واضحًا.
الأختام والتوقيعات والرسائل

كانت الأختام أيضًا بمثابة رموز قوية للذات، من أختام بلاد ما بين النهرين الأسطوانية إلى طوابع طب العيون الرومانية وطبعات الشمع في العصور الوسطى، كانت هذه العلامات التعريفية تمثل السلطة والأصالة، في بريطانيا في العصور الوسطى، كانت الأختام غالبًا ما تصنع من شمع العسل وتلصق على الوثائق بعلامات ملونة، لم تكن الأختام مجرد أدوات عملية، بل كانت تدمج مع أيقونات شخصية، بل كان من الممكن ارتداؤها كحلي، في كثير من الأحيان، كان المسافرون يضطرون لحمل رسائل من الكهنة أو القضاة المحليين تعرف هويتهم.

وبحلول القرن السادس عشر، ازدادت أهمية هذه الوثائق، وكان عدم حملها يعرضهم لعقوبات، وبدأ نظام “وثائق المرور الآمن” هذا، الشبيه بجوازات السفر، بالانتشار تدريجيًا، فما بدأ كحماية للتجار والدبلوماسيين، تحول إلى ضرورة بيروقراطية للناس العاديين، مع ازدياد انتشار السجلات المكتوبة في أوروبا في العصور الوسطى، ازدادت الحاجة إلى معرفات دائمة وقابلة للحمل، وقد أدى اهتمام الملوك بتوثيق الملكية والحقوق القانونية إلى انتشار السجلات الرسمية، مما ساهم بدوره في انتشار معرفة القراءة والكتابة، حتى في إنجلترا، وحتى في القرن الثالث عشر، كان السفر لمسافات بعيدة دون هوية مكتوبة يعتبر محفوفًا بالمخاطر.
التوقيع في النهاية

برز التوقيع في نهاية المطاف كعلامة رسمية للهوية، لا سيما بين النخب المتعلمة، وأصبح شائعًا بحلول القرن الثامن عشر، كانت التوقيعات بمثابة إيماءات احتفالية أكثر منها أدوات للتحقق.